تشى هوانج تى
امبراطور الصين
(259ق.م-210ق.م)
ما قبل شي هوانج تي
كانت الصين قبل هذا الإمبراطور ممزقة، وكان أمراؤها يتصارعون ويتقاتلون. فعاشت هذه الأمارات في ظروف حربية مهلكة. إلا أن إحدى الولايات واسمها الصين (تشين) أعتنقت المبادئ السلوكية الضرورية. اي أعتنقت فلسفة ترى انه من الضروري أن يكون للإنسان وللدولة أيضاً مبادئ قوية وملزمة، وأن هذه المبادئ على الرغم من أن الحاكم هو من يقرها ويضعها ولابد أن تكن سارية على الجميع وأن الحاكم يجب أن يكون قدوة حسنة. وبفضل هذا المبدأ أصبحت هذه الولاية أقوى الولايات الصينية. وأستطاع تشي أن ينصب نفسه ملكاً على الصين كلها اطلق على نفسه "تشي هانج تي" أي إمبراطور الصين العظيم.
سياسة تشي هوانج تي الداخلية
بسرعة شديدة أدخل تشي تعديلات جهرية لما يجب أن تكون علي باقي الولايات من وحدة واستقرار انضباط، وقام بتقسيم دولته إلى 36 لاية جعل لكل منها حاكماً مدنياً وجعل لها جيشاً. وعين لكل جيش قائد. ثم أنه جعل هذه المناصب بالتعيين وليست وراثية، إضافة إلى ذلك عين قائداً أو مستشاراً ليوازن بين الحاكم المدني والحاكم العسكري حتى لا يتفرد أحد بالسلطة.
أصدر بعد ذلك قراراً بنقل الأغنياء والطبقة الأرستقراطية إلى العاصمة ليكونوا تحت رقابته الشديدة.
ربط المدن والعواصم بطرق واسعة طيلة وأعلن بضوح : أنه مالم تكن الدولة مرتبطة ببعضها البعض فلن يكون سهلاً على الحاكم أن يسيطر عليها.
وعلى الرغم من ذكائه في اختيار القادة وحكام الولايات ربط البلاط ربطاً محكماً، وتوحيد الصين والموازين والمقاييس وأحجام العربات وأشكال الحروف. فإنه أرتكب أحد أكبر حماقات التاريخ، فإنه احرق كل الكتب في عصره ولم يستبق إلا بعض الكتب عن الزراعة والصناعة، ويقال انه احتفظ بنسخة من كل كتاب أحرقه وأودعها مكتبة القصر، ولكن لا يوجد أي دليل مؤكد على ذلك. فقد أراد بهذا العمل الحمق أن يقضي على كونفوشيوس وكل تعاليمه الأخلاقية.
[
سياسة تشي هوانج تي الخارجية
أما سياسته الخارجية فكانت هي الأخرى عنيفة، فقد كان على علاقة متينة بجيرانه، كما أن جيوشه لم تتوقف عن غزو البلاد الأخرى الواقعة في الشمال وضمها إلى الصين، ثم أنه ربط الأسوار الواقعة على حدود الصين بعضها ببعض، فكان سور الصين العظيم، الذي ما يزال قائماً حتى اليوم وبسبب هذه الحروب الكبيرة فقد فرض ضرائب كبيرة على الناس، فكرهه الناس، وكان من الصعب إسقاطه، لذلك حاول الشعب اغتياله. ولم يفلخ أحد في ذلك. إلا انه مات في فراشه، وبعد وفاته تولى العرش ابنه الثاني، ولم يبقى في موقعه سوى أربعة سنوات أنتهت باغتياله، وبموت ابنه هذا انهارت إمبراطورية الصين.
رؤية معاصرة لشي هوانج
أختلف المؤرخون حول قيمة الإمبراطور الأول للصين. أما الشيوعيون فيرون فيه حاكما تقدمياً. ويقارنه الغرب بنابليون، ولكن من المؤكد أن هذا الإمبراطور حقق من الوحدة والانضباط والاستمرار والانضباط كثيراً، ولم يفلح أحد بعد ذلك في تغيير هذا الاستمرار والوحدة التي سادت الصين لأية سبب.
[عدل]
مقبرة تشي شي هوانج
بني الامبراطور لنفسه مقبره عظيمه حوت ثمانية آلاف تمثال من الصلصال لجنود وخيول وعربات حربية بالحجم الطبيعي, كان اكتشافها عام 1974 حدثا مذهل أذهل العالم خصوصا علماء الاثار.
غربي الصين. في عام 221 ق.م، وضع ينغ تشنغ الإمبراطور تشين شي هوانغ حدا للنزاعات بين أمراء وحكام الممالك المتحاربة التي دامت أكثر من 250 عاما، وأسس أول دولة إقطاعية مركزية موحدة متعددة القوميات في تاريخ الصين - أسرة تشين. لقد وحّد الإمبراطور تشين شي هوانغ اللغة المكتوبة، والمقاييس والمكاييل والنقد، وأقام نظام المحافظات والولايات. واستخدم الناس هيكل الدولة الإقطاعية الذي أسسه منذ أكثر من 2000 عام. ونظم أكثر من 300 ألف شخص لمدة بضعة عشر عاما لبناء سور الصين العظيم الذي يمتد أكثر من 5000 كيلومتر في شمالي الصين، كما بدأ في بناء مقبرة ضخمة الحجم وهو على قيد الحياة. تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لحراسة مقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ، المكتشفة عام 1974، هزت العالم. ولقبت الـ8000 تمثال من الجنود والخيول والعربات الحربية الصلصالية بالحجم الواقعي بـ "الأعجوبة الثامنة في العالم".
يوم 29 من مارس 1974? كان المزارعون في قرية شي يانغ بضاحية شيآن يحفرون بئرا في الحقل. ومن غير المتوقع أنهم اكتشفوا مخلفات عظيمة من حضارة الصين تثير هزات في العالم، هي تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لأسرة تشين ( 221 - 206 ق.م ). وبعد 5 سنوات من عمليات الحفر المتتابعة، أسس في اليوم الأول من اكتوبر 1979? متحف خاص للمكتشفات، وفتحت أبوابه أمام المتفرجين. ومنذ ذلك الوقت، تدفق الزوار المحليون والأجانب إليه لرؤية عظمة الفيالق الإمبراطورية لأسرة (( تشين )). وأصبحت هذه التماثيل الأثرية رمزا إلى مدينة شيآن. شيآن، اسمها الماضي " تشانغآن "، تقع في وسط مقاطعة شنشي وحاضرة المقاطعة حاليا. اتخذتها 12 أسرة ملكية عاصمة لها خلال الفترة ما بين القرن 11 قبل الميلاد وأواخر القرن 9 بعد الميلاد. كانت مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا في قديم الصين، ونقطة البداية لطريق الحرير القديم المشهور. كانت في الفترة ما بين عهدي أسرة هان وأسرة تانغ ( 206 ق.م – 907م ) مركزا للاتصالات والتبادلات الخارجية، ومدينة دولية كبيرة إذ زاد تعداد سكانها عن مليون نسمة. " ترك التاريخ كنزا أثريا تحت كل بوصة من أرض شيآن. ومدينة شيآن اليوم قائمة على أطلال حضارة ممتدة لآلاف السنين. حصلت تماثيل الجنود والخيول على تسمية " العجيبة الثامنة العالمية ". أدرجت مقبرة الإمبراطور الأول شي هوانغ دي في قائمة أسماء " التراث العالمي " بوصفها المشروع الحضاري القديم الأول في الصين. وتعد أسوار شيآن الحالية المبنية في عهد أسرة مينغ ( 1368? 1644 ) أعظم وأكمل قلعة قديمة من القلاع المحفوظة جيدا في عالم اليوم. هذا وتثير حفريات المقبرة لأحد أباطرة أسرة هان ( 206? 220? ) هزات في الأوساط الأثرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق