حنبعل
امبراطور قرطاج
(248 ق.م. - 182 ق.م.)
شأته
كان حنبعل واحد من أبناء الزعيم القرطاجي حملقار برقا (وتعني "حملقار الصاعقة"). كان لا يزال طفلا عندما شارك أباه وصدربعل العادل والملك النوميدي نارافاس زوجيّ شقيقتاه في الحرب ضد المرتزقة وفي الغزو القرطاجي لأيبيريا.
كان حنبعل واحد من أبناء الزعيم القرطاجي حملقار برقا (وتعني "حملقار الصاعقة"). كان لا يزال طفلا عندما شارك أباه وصدربعل العادل والملك النوميدي نارافاس زوجيّ شقيقتاه في الحرب ضد المرتزقة وفي الغزو القرطاجي لأيبيريا.
قرطاج و روما :
تبدا قصة حنبعل على ضفاف البحر الابيض المتوسط قبل حوالى 300 سنه من ميلاد السيد المسيح فى ذلك العصر كانت هناك مدن ثريه و مدن اخرى فائقة الثراء وكانت من تلك المدن مدينة حنبعل الام (قرطاج) او (قرطاجنه)
اليوم تقع مدينة قرطاج حنبعل مطموره تحت مدينة تونس الحديثه لاكنها كانت فيما مضى مقياس العظمه بينما كانت روما فى ذلك الوقت مدينه لا ترتقى الى مستواها ولم يكن قد بنى الكوليسيوم انذاك فى روما التى لم تكن امبراطوريه بل مجرد قوه جديده ناشأه واذا قارنا قرطاج بروما فلا شك ان روما لم تكن بمستوى قرطاج روما القرن الخامس مكان متواضع اما اذا ذهبنا الى قرطاج نجد انها كانت حاضرة غرب المتوسط
لاكن روما كانت ذات طموح قادها احد الايام الى استضام مع حنبعل و خلال خمسين سنه تمكنت روما من اجتياح معظم و سط و جنوب ايطاليا مؤسسه اللبنات الاولى للامبراطوريه
فقرطاج هى الامبراطوريه القائمه و الرومان هم القادمون الجدد والقرطاجيون كانوا لا يأخذونهم على محمل الجد ومع بداية توسع روما نشأت حتمية الصدام مع قرطاج
وقد وقع الصدام الاول بينهما حول جزيرة (صقليه) حينما كان حنبعل لا يزال طفل وكان لصقليه اهمية استراتيجيه لانها تشكل رأس الجسر بين ايطاليا و شمال افريقيا ولعل القرطاجيين لم يروا فى الرومان خطر حقيقى الى ان وقع الصدام الاول بينهم وبدأت المواجهات تتوالى وكان ذلك بدايه لما عرف ب (الحروب البونيه) او الحروب القرطاجيه بين قرطاج و الرومان
كانت ثلاثة حروب بونيه شكلت صراع ملحمى دام 100 سنه و تحدد من خلالها مستقبل العالم الغربى
اسطول قرطاج :
حافظت قرطاج على امبراطوريتها التجاريه بأسطولها الحربى المدهش تمتعت من خلال اسطولها الضخم بالتفوق الكبير على روما التى لم تكن فى ذلك الوقت تشكل قوه بحريه وكانت تفضل روما اجراء معاركها على البر ولتحقق روما طموحها لتكون قوه عظيمه عليها التفوق على قرطاج فى البحر
كان الاسطول القرطاجى اخر ما توصلت اليه التكنولوجيا فى هذا العصر و يتألف من مجموعه من البحاره المدربين مع اقوى و اضخم السفن البحريه التى عرفها العالم
وقد نشا بأستخدام و سيله سريه من الانتاج الضخم كانت قطع السفن تصنع مسبقا و توضع لكل قطعه رقم حتى يكون البناء سهل وقد سمح هذا المفهوم لقرطاجد بأن تبنى سفن بحريه بسرعه اينما شائت وهو ما منحها افضليه كبيره الى ان زار الحظ السعيد روما
فقد انحرفت احدى سفن قرطاج ووصلت امام ساحل سقليه فأنقد الرومان عليها و قسموها اجزاء فشكلت بكل قطعها المرقمه رسم واضح لكيفية بناء سفينه بحريه وبذلك انكشفت اسرار بناء القرطاجيين لسفنهم المتطوره و بالفعل خلال شهرين جمع الرومان اسطول من 120 سفينه وقد كانت هذه كارثه بالنسبه الى قرطاج اذ اصبحت تواجه عدو بسفن توازى سفنها فى القوه ولن يطول الوقت حتى يستخدمها الرومان بفاعليه مميته
الحرب البونيه الاولى :
تحت مياه البحر المتوسط قرب ساحل ليفانزو فى صقليه بقايا اثريه مثيره للاهتمام تنتشر على مساحه واسعه من قاع البحر مئات المراسى و حمولة كبيره من السفن كانت شاهدا على معركه بحريه جرت بين روما و قرطاج ضمن الحرب البونيه الاولى و التى انتصرت فيها روما عن طريق شن هجوم مفاجئ على الاسطول القرطاجى وفى نهاية الحرب البونيه الاولى التى دارت بين روما و قرطاج استطاعت روما السيطره على جزيرة صقليه بالكامل وبذلك سيطرت على التجاره غرب البحر المتوسط .
بداية الحرب البونيه الثانيه :
ادت خسارة قرطاج لصقليه ان يقوم حنبعل برحلته الملحميه عبر جبال الالب لمفاجئة الرومان و منازلتهم على ارضهم و فى عقر دارهم.
منذ البدايه اجبر حنبعل بسبب نقاط ضعف قرطاج على خوض نوع مختلف من الحروب ولكى يتغلب على روما كان عليه التفكير بما لا يمكن ان تتوقعه روما منه وكانت خطوة البدايه ان هاجم حنبعل حلفاء مهمين لروما فى اسبانيا و بالاخص مدينة (ساجونتوم) الاسبانيه واختار ان يستفز روما عن قصد وهو يريد ان يبرهن للرومان بأن قرطاج قوه مستقله قويه لا يمكن التلاعب بها وكان يريد ان يوقعهم فى فخ الحرب حتى يثبت بأن قوة قرطاج لا يستهان بها فقد نجحت خطته واعدت روما لحرب بونيه ثانيه وكان يعلم بأن مهاجمة ساجونتوم كان تحدى لروما وكان يتوقع حنبعل استعداد روما للحرب .
لاكن روما لم تتوقع خطوة حنبعل التاليه فتوقعت روما ان حنبعل سيبقى و يحارب فى اسبانيا فروما تعلم ان حنبعل لن يستطيع عبور البحر لان قرطاج لم تعد هى سيدة البحر او على الاقل من دون منازع قوى وايضا لان ايطاليا كانت محميه برا بجال الالب الذى سماه الرومان (جدار روما ) والذى اعطى لهم شعور بالاطمأنان لذا اعتقدوا ان الاجتياح من البر ايضا لن يكون خيارا .
ومره اخرى استخفت روما بقدرات حنبعل فمعظم الناس يعتبرون بأن عبور جيش عدده خمسون الف مسافة اكثر من 600 كيلومتر امرا مستحيلا و مهمه مخيفه وبوجود عائلات و اشخاص من المخيم يتبعون المجموعه سيمتد الجيش اكثر من 80 كيلومتر على ارض غريبه وفى الطريق انهار كبيره و كثيره يقطونها كنهر الران وايضا سيعبرون عبر بلاد غريبه يسكنها قبائل من (الغاليين) عليهم مواجهتها اضافه الى صعوبة توفير الطعام الكافى لهذا الجيش الضخم ولفتره غير معروفه وتوفير طعام و مياه ل 37 فيل ايضا كلها امور تزيد من خطورة المهمه
جيش حنبعل :
كان الجيش الافضل فى العام فى تلك الفتره له خبره طويله و كان فى غالبيته من المرتزقه يتالف من جنود محترفين مهنتهم فقط القتال وقد بنى قواته عبر جنود متفوقه موثوق بها انصهر فيها رجال متعددوا الجنسيات انحضروا من عدة اراضى رعايا لقرطاج وهو ايضا جيش متوازن يتألف من رجال من مدن مختلفه و يتكلمون لغات مختلفه و يمتلك كل منهم تقنيه خاصه فى الحرب فيشكلون معا الجيش الاقوى و الاروع من اى جيش يحارب اعضائه بالطريقه ذاتها و كانت عبقرية حنبعل فى اخذ كل تلك العناصر المختلفه و جمعها لتعمل متناسقه فقد استغل مهاراتهم المختلفه ووحدهم فى قوة قتال مدهشه و اكثر فاعليه من جزء واحد منهم و الجزء الاساسى فى جيش حنبعل كان من الجنود الاسبان الذين كانوا فى قلب المشاة تدربوا على ان يصبحوا محاربين و على استخدام السيف المقوس او (الفالكاتا) و اضافه الى الاسبان وجد القاذفين من جزر البليار وكان سلاحهم المقلاع و بالرغم من انه كان سلاح بدائى الا انه كان يقال انه كان افضل من اى رامى سهام و يقال انهم كانوا يكافئوا بالنساء بدل من الذهب وكان فى جيشه ايضا الخياله الفرسان وكانوا من شمال افريقيا وكانوا اصحاب مناورات مذهله فقد كانوا يهاجمون العدو و يطلقون عليه الرماح ثم يهربوم ولاكن يكررون الهجوم بعد قليل ولم يركبوا الحصان بالسرج او اللجام و لم يحملوا درعا بل كانوا سريعين جدا و رشيقين مع احصنتهم لانهم فرسان بالفطره فهم يركبون الاحصنه منذ صغرهم وفى ارض المعركه لم يوجد اى فرسان يضاهونهم براعه وقد كان حنبعل بجيشه السريع و المرن خصم رائع على كافة المستويات لاكنه كان يملك سلاح اخر مخصص لاثارة الرعب و الخوف وهى الافيال وقد كسبت الفيله التى استخدمها حنبعل فى المعركه شهره وازت شهرته وقد كانت سلاح رعب القرطاجيين و حتى بأعدادها القليله كان تأثيرها كبيرا و السبب واضح فرؤية فيل ضخم مهاجم يثير الخوف فى قلب اى انسان خاصه اذا كانت تلك الحيوانات لم يرها احدا سابقا فى المعارك و بالاخص الرومان وايضا كان يهاجم بمجموعه وقد احضرت تلك الفيله من سفوح جبال اطلس فى شمال افريقيا وكانت تذود بالخمر قبل المعركه لاثارتها فلا يبقى الا توجيهها نحو العدو فه ضخم و يستطيع تشتيت صفوف قوات العدو و زعزعتها لاكن الفيل كان به عيب وحو انه لا احد يمكن توقع تصرفاته فهو لا يفرق بين الرومان و القرطاجيين بل يتعلم فقط مهاجمة الناس وكان يملك قائد الفيل مطرقه و مسمار لدقهها قى جمجمة الفيل و قتله اذا خرج عن السيطره .
العبور الملحمى :
لم تكن روما وحدها التى لم تتوقع ان يقوم جيش بعبور جبال الالب و تشير السجلات الى ان عدد كبير من القاده فى جيش حنبعل كانوا متشككون فى صحة اختيار قرار كهذا لاكنه كان قرار القائد
و منذ بداية الطريق واجهته المصاعب حتى قبل صعود جبال الالب و اول التحديات كانت صد هجوم القبائل المحليه المعاديه و اضطر الى عبور ممرات ضيقه لا تسع الا لشخص واحد او شخصين وقد نصب له القبائل الغاليه كمين مرتين وقد نجح فى صدها لكن ليس دون خسائر هائله ولاكن هذا الجيش القادم من اسبانيا و شمال افريقيا لم يكن مجهز لتحمل هذا البرد القارس وكان كل ليله يفقد رجال بسبب اثار الثقيع و البرد و نقص الطعام و مع تقدمه صعودا نحو الالب بدأ الطعام ينفذ وقد بدأ يتخلى عنه عدد من الرجال لاكن هذا العدد لم يكن كبيرا وقد كانت الخسائر البشريه كبيره لاكن كان عليهم وضع ثقتهم فى قائدهم و نعلم ان حنبعل كان قائد جيد من عدة نواحى فكان يتواصل مع الجندى العادى و ينام على الارض مثل رجاله و يأكل من الطعام و القدور ذاتها التى يأكلون منها لذا كان يشكل بالنسبه لرجاله مثل اعلى و لا يطلب من رجاله اكثر من ما هو مستعد لمنحه
و مع تقدم حنبعل صعودا نحو الجبال ازداد الخطر على رجاله من السقوط و لاكنهم واصلوا صعودا حتى اعلى قمم جبال الالب و حينما وصلوا الى القمه قال لهم حنبعل ""تسلقنا سور روما"" و اعتقدوا ان المرحله الاسوأ من مهمتهم الملحميه قد انتهت لاكن سرعان ما اكتشفوا مع النزول الى الجهة الاخرى ان الاسوأ قد بدأ للتو و ان النزول الى الاراضى الايطاليه اصعب بكثير مما كانوا يظنوا فما ان بدئوا بالنزول حتى ساء الطقس و بدأ الثلج ينزل وكان هذا الجزء الاكثر غدرا فالثلج القديم على الارض و الثلج الجديد يتراكم عليه و يعتقد ان حنبعل فقد من الرجال و الحيوانات عند نزوله الى الاراضى الايطاليه ما يوازى العدد الذى فقده عند محاربته للقبائل الغاليه وقد دخل حنبعل الى سفوح جبال الالب بحوالى 46 الف رجل لاكن بعد كمينين للقبائل الغاليه و التقس الردئ جدا و النزول الغادر تحمل هؤلاء الرجال النتيجه و مع نزول حنبعل الى ارض ايطاليا كان قد فقد نصف جيشه اى حوالى 20 الف رجل قبل حتى ان يصل الى روما واذا تمعنا جيدا فى تلك الخسائر نجد ان حنبعل كان وقريبا جدا من الهزيمه و الفناء و ليس الفوز ولو حدث هذا لكان مختفى الان من صفحات التاريخ ولم يكن ليذكر الا فى ملحوظه هامشيه للغايه وان خسارة حنبعل لنصف جيشه قبل بلوغ الارض الرومانيه كانت ستعلن نهاية حملته لاكنها فى الواقع لم تنتهى الان وما سمح لهذه الحمله بالمتابعه فى طريقها بقوه هو عنصرين اساسيين هو حنبعل نفسه و قدرة جيشه على التكيف فى الظروف الصعبه
الدخول الى ارض ايطاليا :
ما يزال حنبعل يعد واحد من نخبة قادة ساحات المعركه فى التاريخ فهو يمتلك عبقريه فى التكتيك و التخطيط فى ساحات المعارك واثناء تقدمه الى روما نجح حنبعل فى التغلب على الرومان فى معركتين رغم ان الرومان كانوا يفوقونه عددا و هذا ببساطه عبر استخدام عنصر المفاجئه فحنبعل دائما كان يميل الى فعل ما هو غير متوقع و كان دائما متقدم على خصمه بعدة خطوات فى التفكير و التنفيز فجعل الرومان يرقصون على ايقاع نغماته و جعلهم ينفزون ما يريده تماما و ظهر ذلك واضحا فى معركتى ( تريفيا ) عام 218 ق.م وفى السنه التاليه عند بحيره ( تريزامينى ) كان حنبعل ينصب الكمائن للجيش الرومانى الذى يفوق جيشه عددا و كان يسحقه تماما فى كل مره
معركة كاناى :
كان اكبر درس فى التكتيك لحنبعل كان عام 216 ق.م فى معركة ( كاناى ) فبعد الخساره الدمويه التى تكبدها الجيش الرومانى مرتين كانوا مصممين على الا يرتكبوا الخطأ ذاته مره اخرى وكانوا جديين فأرسلوا جيشا من 80 الف رجل لمواجهة حنبعل للمره الاخيره فكان اكبر جيش حشدته روما و فاقت قوات حنبعل بضعفين و كانت معركة كاناى هى اكبر التحديات لحنبعل فهو يرى جيشا ضعف جيشه وكان عليه ايجاد طريقه لصد هذه القوه الرومانيه الهائله و التقوا فى سهل كاناى و هو عباره عن سهل مفتوح و ذلك للتأكد من عدم وجود كمائن و كانت خطة الرومان بكل بساطه استغلال تفوقهم العددى الهائل لسحق جيش حنبعل اما حنبعل فقد نشر رجاله فى خط واحد رفيع لمواجهة هجوم الرومان و امر بتقدم وسط هذا الصف ليبرهن للرومان انه لا يخافهم ليضع رجاله عند بداية المعركه اقرب للرومان مما يحتاجون ان يكونوا و كان يختبئ فى طرفى الجيش فى اقصى الميمنه و الميسره افضل مشاته وكانوا من الليبيون و كانوا مدربون و مسلحون جيدا بمعدات ثقيله ليهاجموا الفيالق الرومانيه مباشرا ثم ارسل خيالته من الجانبين لمحاربة خيالة الرومان وقد اعتمد حنبعل فى خطته على التتابع فاذا كشفت واحده كشفت الخطه كلها
و بدأ القتال و بعد قتال عنيف بدأت قوات حنبعل تضعف من الوسط و نجح الرومان فى البدايه فأستطاعوا الضغط على وسط خط جيش حنبعل فى الوسط و قلبوا هذا الخط الى شكل هلال و اعتقدوا انهم انتصروا و هذا بالضبط ما كان يريده حنبعل وفى تلك المرحله من المعركه ارسل الرومان المزيد و المزيد من قواتهم نحو وسط قوات حنبعل و لاكن مع دفع الرومان للقوات خلفا و جدوا انفسهم قد حوصروا من المشاه الليبيون من جيش حنبعل وحينها امرهم حنبعل بالالتفاف حول الرومان من الجهتين وهكذا جذب الجيش الرومانى الى الفخ و اخيرا بعد ان هزم خيالة حنبعل خيالة الرومان اجتمعوا من جديد و هاجموا مؤخرة الجيش الرومانى و بذلك اصبح اجيش الرومانى محاصر من الامام يوجد الخط الذى نظمه حنبعل و من الميمنه و الميسره يوجد المشاة الليبيون و من الخلف يوجد الخياله القرطاجيين وبعد الاحاطة بالجيش الرومانى بدأت المجزره فقد ابيد الجيش الرومانى بالكامل و تبقى كاناى من اكثر المعارك دمويه و يقدر بان روما خسرت اكثر من 50 الف رجل وهو اكبر عدد من الخسائر البشريه على الاطلاق قبل المعركه و منذ وقوعها و حتى يومنا هذا مازال المؤرخون العسكريون و الجنود المحترفين مذهولين بمعركة كاناى حتى الهوس و تعتبر مثال تكتيكى مثالى فقد كان نصرا كاملا لحنبعل حتى ان تكتيكات حنبعل ماذالت تدرس فى الاكاديميات العسكريه الحديثه و فى حرب الخليج الاولى عام 1991 م استخدم القائد الامريكى الجنرال ( استورمن نورمان ) تكتيكات حنبعل فى معركة كاناى و طبقها فى عملية ( عاصفة الصحراء ) و اصبحة كاناى كلمه معروفه بين المؤرخين العسكريين ترمز الى النصر الساحق
بداية الهزيمه :
كانت خطوة حنبعل التاليه اكثر مفاجأه فقد سلم الى روما مفتاح هزيمته فبعد معركة كاناى حقق حنبعل اكثر مما يتخيله احد فقد هزم جيوش الرومان على ارض المعركه ثلاثة مرات وليست اى هذيمه بل كوارث تاريخيه لروما و الاسوأ للرومان انها جرت على اراضيها
فمنذ سنتين من وصول حنبعل الى ايطاليا قتل حوالى 100 الف من الرومان و حلفائها وقتل ثلث مجلس الحكم و كل عائله فى روما كانت تبكى على احد تعرفه او تسكن قرب شخص لم يعد موجودا و بمعايير اليوم فان حنبعل قد فاز ليس بالمعركه بل بالحرب و توقع من الرومان ان يعترفوا بالهزيمه لاكنهم لم يعترفوا بهزيمتهم بل صمدوا فمن المعروف عبر التاريخ ان احدا لا يفوز بالحرب الا اذا اقر الطرف الاخر بهزيمته و برفض روما الاستسلام خرجت عن هذه القاعده فقد كانت هذه الخسائر الفادحه التى تكبدتها روما كفيله لتجعل اى امه اخرى تعترف بهزيمتها و هذا ما ظن حنبعل انه سيحدث و كان هذا خطأه الاكبر ففى هذه المره لم يسطيع قرائة تفكير الرومان فكان هذا بالنسبه للرومان صراح حياه او موت هكذا كانوا يفكرون وهو نمط تفكير اختلف عن نمط تفكير حنبعل فبالنسبه للرومان كان يجب ان يكون هناك منتصر واحد اما ان تختفى روما عن الوجود او تختفى قرطاج
فقررت روما ان افضل طريقه لمحاربة حنبعل هى بعدم محاربته على الاطلاق لذا على مدى السنوات الاربع عشر التاليه تركوه يتسكع فى الريف الايطالى وحاول حنبعل ان يجزب الرومان الى المعركه و المواجهه لاكن دون جدوى و برفض الرومان الدخول فى اى معركه وجدوا نقطة ضعف حنبعل فقد كان جيشه من المرتزقه بحال جيد حينما كان يحارب و يفوز بالمعارك لاكن من دون معارك لم يعد المرتزقه الجدد مستعدين للانضمام الى جيشه و اصبح عنصر القوه فى جيشه يضعف مع مرور الاشهر و تقلص عدد جيش حنبعل فى العدد و النوعيه بينما كانت جيوش الرومان مستمره فى التحسن و بدأت افضلية حنبعل تقل تدريجيا
لكن اكبر ضربه عانه منها حنبعل كانت فى الخلل الذى اصاب فرسانه النخبه النوميديون قبل المعركه التى انهت الحرب بين روما و قرطاج تلك المعركه التى كان يقود فيها الرومان عدو حنبعل اللدود سكيبيو الافريقى
سكيبيو الافريقى :
قد واجه اسكيبيو و ابوه حنبعل منذ وصوله الى الاراضى الافريقيه فقد شهد معظم معارك الرومان مع حنبعل حتى انه كان حاضرا فى معركة كاناى و شاهد اكبر قوه جمعتها روما تقطع الى اشلاء لذا ادرك اسكيبيو ان خصمه حنبعل ليس عاديا على الاطلاق و بعت تلك الخبره الطويله مع حنبعل اصبح يعرف معرفه و ثيقه بتكتيكات و تطريقة تفكير حنبعل و قرر اسكيبيو ان الطريقه الوحيده لهزيمة حنبعل تكمن فى تغيير تلك التكتيكات
فحمل المعركه بعيدا عن الاراضى الايطاليه الى افريقيا وهدد قرطاج فيما كان حنبعل منشغلا فى روما
فبعد 16 سنه من انطلاق حنبعل فى رحلته الملحميه الى روما استطاع اسكيبيو ان ينقل المعركه الى قرطاج و تواجهت القوات فى ( سهول زاما ) الواقعه فى شمال افريقيا بينما لا يزال حنبعل فى روما و استطاع الانتصار على القرطاجيين الاخرين و اتبع التكتيكات ذاتها التى اتبعها حنبعل خلال السنوات الاولى منى حملته على روما كان الجيش الافضل فى العام فى تلك الفتره له خبره طويله و كان فى غالبيته من المرتزقه يتالف من جنود محترفين مهنتهم فقط القتال وقد بنى قواته عبر جنود متفوقه موثوق بها انصهر فيها رجال متعددوا الجنسيات انحضروا من عدة اراضى رعايا لقرطاج وهو ايضا جيش متوازن يتألف من رجال من مدن مختلفه و يتكلمون لغات مختلفه و يمتلك كل منهم تقنيه خاصه فى الحرب فيشكلون معا الجيش الاقوى و الاروع من اى جيش يحارب اعضائه بالطريقه ذاتها و كانت عبقرية حنبعل فى اخذ كل تلك العناصر المختلفه و جمعها لتعمل متناسقه فقد استغل مهاراتهم المختلفه ووحدهم فى قوة قتال مدهشه و اكثر فاعليه من جزء واحد منهم و الجزء الاساسى فى جيش حنبعل كان من الجنود الاسبان الذين كانوا فى قلب المشاة تدربوا على ان يصبحوا محاربين و على استخدام السيف المقوس او (الفالكاتا) و اضافه الى الاسبان وجد القاذفين من جزر البليار وكان سلاحهم المقلاع و بالرغم من انه كان سلاح بدائى الا انه كان يقال انه كان افضل من اى رامى سهام و يقال انهم كانوا يكافئوا بالنساء بدل من الذهب وكان فى جيشه ايضا الخياله الفرسان وكانوا من شمال افريقيا وكانوا اصحاب مناورات مذهله فقد كانوا يهاجمون العدو و يطلقون عليه الرماح ثم يهربوم ولاكن يكررون الهجوم بعد قليل ولم يركبوا الحصان بالسرج او اللجام و لم يحملوا درعا بل كانوا سريعين جدا و رشيقين مع احصنتهم لانهم فرسان بالفطره فهم يركبون الاحصنه منذ صغرهم وفى ارض المعركه لم يوجد اى فرسان يضاهونهم براعه وقد كان حنبعل بجيشه السريع و المرن خصم رائع على كافة المستويات لاكنه كان يملك سلاح اخر مخصص لاثارة الرعب و الخوف وهى الافيال وقد كسبت الفيله التى استخدمها حنبعل فى المعركه شهره وازت شهرته وقد كانت سلاح رعب القرطاجيين و حتى بأعدادها القليله كان تأثيرها كبيرا و السبب واضح فرؤية فيل ضخم مهاجم يثير الخوف فى قلب اى انسان خاصه اذا كانت تلك الحيوانات لم يرها احدا سابقا فى المعارك و بالاخص الرومان وايضا كان يهاجم بمجموعه وقد احضرت تلك الفيله من سفوح جبال اطلس فى شمال افريقيا وكانت تذود بالخمر قبل المعركه لاثارتها فلا يبقى الا توجيهها نحو العدو فه ضخم و يستطيع تشتيت صفوف قوات العدو و زعزعتها لاكن الفيل كان به عيب وحو انه لا احد يمكن توقع تصرفاته فهو لا يفرق بين الرومان و القرطاجيين بل يتعلم فقط مهاجمة الناس وكان يملك قائد الفيل مطرقه و مسمار لدقهها قى جمجمة الفيل و قتله اذا خرج عن السيطره .
العبور الملحمى :
لم تكن روما وحدها التى لم تتوقع ان يقوم جيش بعبور جبال الالب و تشير السجلات الى ان عدد كبير من القاده فى جيش حنبعل كانوا متشككون فى صحة اختيار قرار كهذا لاكنه كان قرار القائد
و منذ بداية الطريق واجهته المصاعب حتى قبل صعود جبال الالب و اول التحديات كانت صد هجوم القبائل المحليه المعاديه و اضطر الى عبور ممرات ضيقه لا تسع الا لشخص واحد او شخصين وقد نصب له القبائل الغاليه كمين مرتين وقد نجح فى صدها لكن ليس دون خسائر هائله ولاكن هذا الجيش القادم من اسبانيا و شمال افريقيا لم يكن مجهز لتحمل هذا البرد القارس وكان كل ليله يفقد رجال بسبب اثار الثقيع و البرد و نقص الطعام و مع تقدمه صعودا نحو الالب بدأ الطعام ينفذ وقد بدأ يتخلى عنه عدد من الرجال لاكن هذا العدد لم يكن كبيرا وقد كانت الخسائر البشريه كبيره لاكن كان عليهم وضع ثقتهم فى قائدهم و نعلم ان حنبعل كان قائد جيد من عدة نواحى فكان يتواصل مع الجندى العادى و ينام على الارض مثل رجاله و يأكل من الطعام و القدور ذاتها التى يأكلون منها لذا كان يشكل بالنسبه لرجاله مثل اعلى و لا يطلب من رجاله اكثر من ما هو مستعد لمنحه
و مع تقدم حنبعل صعودا نحو الجبال ازداد الخطر على رجاله من السقوط و لاكنهم واصلوا صعودا حتى اعلى قمم جبال الالب و حينما وصلوا الى القمه قال لهم حنبعل ""تسلقنا سور روما"" و اعتقدوا ان المرحله الاسوأ من مهمتهم الملحميه قد انتهت لاكن سرعان ما اكتشفوا مع النزول الى الجهة الاخرى ان الاسوأ قد بدأ للتو و ان النزول الى الاراضى الايطاليه اصعب بكثير مما كانوا يظنوا فما ان بدئوا بالنزول حتى ساء الطقس و بدأ الثلج ينزل وكان هذا الجزء الاكثر غدرا فالثلج القديم على الارض و الثلج الجديد يتراكم عليه و يعتقد ان حنبعل فقد من الرجال و الحيوانات عند نزوله الى الاراضى الايطاليه ما يوازى العدد الذى فقده عند محاربته للقبائل الغاليه وقد دخل حنبعل الى سفوح جبال الالب بحوالى 46 الف رجل لاكن بعد كمينين للقبائل الغاليه و التقس الردئ جدا و النزول الغادر تحمل هؤلاء الرجال النتيجه و مع نزول حنبعل الى ارض ايطاليا كان قد فقد نصف جيشه اى حوالى 20 الف رجل قبل حتى ان يصل الى روما واذا تمعنا جيدا فى تلك الخسائر نجد ان حنبعل كان وقريبا جدا من الهزيمه و الفناء و ليس الفوز ولو حدث هذا لكان مختفى الان من صفحات التاريخ ولم يكن ليذكر الا فى ملحوظه هامشيه للغايه وان خسارة حنبعل لنصف جيشه قبل بلوغ الارض الرومانيه كانت ستعلن نهاية حملته لاكنها فى الواقع لم تنتهى الان وما سمح لهذه الحمله بالمتابعه فى طريقها بقوه هو عنصرين اساسيين هو حنبعل نفسه و قدرة جيشه على التكيف فى الظروف الصعبه
الدخول الى ارض ايطاليا :
ما يزال حنبعل يعد واحد من نخبة قادة ساحات المعركه فى التاريخ فهو يمتلك عبقريه فى التكتيك و التخطيط فى ساحات المعارك واثناء تقدمه الى روما نجح حنبعل فى التغلب على الرومان فى معركتين رغم ان الرومان كانوا يفوقونه عددا و هذا ببساطه عبر استخدام عنصر المفاجئه فحنبعل دائما كان يميل الى فعل ما هو غير متوقع و كان دائما متقدم على خصمه بعدة خطوات فى التفكير و التنفيز فجعل الرومان يرقصون على ايقاع نغماته و جعلهم ينفزون ما يريده تماما و ظهر ذلك واضحا فى معركتى ( تريفيا ) عام 218 ق.م وفى السنه التاليه عند بحيره ( تريزامينى ) كان حنبعل ينصب الكمائن للجيش الرومانى الذى يفوق جيشه عددا و كان يسحقه تماما فى كل مره
معركة كاناى :
كان اكبر درس فى التكتيك لحنبعل كان عام 216 ق.م فى معركة ( كاناى ) فبعد الخساره الدمويه التى تكبدها الجيش الرومانى مرتين كانوا مصممين على الا يرتكبوا الخطأ ذاته مره اخرى وكانوا جديين فأرسلوا جيشا من 80 الف رجل لمواجهة حنبعل للمره الاخيره فكان اكبر جيش حشدته روما و فاقت قوات حنبعل بضعفين و كانت معركة كاناى هى اكبر التحديات لحنبعل فهو يرى جيشا ضعف جيشه وكان عليه ايجاد طريقه لصد هذه القوه الرومانيه الهائله و التقوا فى سهل كاناى و هو عباره عن سهل مفتوح و ذلك للتأكد من عدم وجود كمائن و كانت خطة الرومان بكل بساطه استغلال تفوقهم العددى الهائل لسحق جيش حنبعل اما حنبعل فقد نشر رجاله فى خط واحد رفيع لمواجهة هجوم الرومان و امر بتقدم وسط هذا الصف ليبرهن للرومان انه لا يخافهم ليضع رجاله عند بداية المعركه اقرب للرومان مما يحتاجون ان يكونوا و كان يختبئ فى طرفى الجيش فى اقصى الميمنه و الميسره افضل مشاته وكانوا من الليبيون و كانوا مدربون و مسلحون جيدا بمعدات ثقيله ليهاجموا الفيالق الرومانيه مباشرا ثم ارسل خيالته من الجانبين لمحاربة خيالة الرومان وقد اعتمد حنبعل فى خطته على التتابع فاذا كشفت واحده كشفت الخطه كلها
و بدأ القتال و بعد قتال عنيف بدأت قوات حنبعل تضعف من الوسط و نجح الرومان فى البدايه فأستطاعوا الضغط على وسط خط جيش حنبعل فى الوسط و قلبوا هذا الخط الى شكل هلال و اعتقدوا انهم انتصروا و هذا بالضبط ما كان يريده حنبعل وفى تلك المرحله من المعركه ارسل الرومان المزيد و المزيد من قواتهم نحو وسط قوات حنبعل و لاكن مع دفع الرومان للقوات خلفا و جدوا انفسهم قد حوصروا من المشاه الليبيون من جيش حنبعل وحينها امرهم حنبعل بالالتفاف حول الرومان من الجهتين وهكذا جذب الجيش الرومانى الى الفخ و اخيرا بعد ان هزم خيالة حنبعل خيالة الرومان اجتمعوا من جديد و هاجموا مؤخرة الجيش الرومانى و بذلك اصبح اجيش الرومانى محاصر من الامام يوجد الخط الذى نظمه حنبعل و من الميمنه و الميسره يوجد المشاة الليبيون و من الخلف يوجد الخياله القرطاجيين وبعد الاحاطة بالجيش الرومانى بدأت المجزره فقد ابيد الجيش الرومانى بالكامل و تبقى كاناى من اكثر المعارك دمويه و يقدر بان روما خسرت اكثر من 50 الف رجل وهو اكبر عدد من الخسائر البشريه على الاطلاق قبل المعركه و منذ وقوعها و حتى يومنا هذا مازال المؤرخون العسكريون و الجنود المحترفين مذهولين بمعركة كاناى حتى الهوس و تعتبر مثال تكتيكى مثالى فقد كان نصرا كاملا لحنبعل حتى ان تكتيكات حنبعل ماذالت تدرس فى الاكاديميات العسكريه الحديثه و فى حرب الخليج الاولى عام 1991 م استخدم القائد الامريكى الجنرال ( استورمن نورمان ) تكتيكات حنبعل فى معركة كاناى و طبقها فى عملية ( عاصفة الصحراء ) و اصبحة كاناى كلمه معروفه بين المؤرخين العسكريين ترمز الى النصر الساحق
بداية الهزيمه :
كانت خطوة حنبعل التاليه اكثر مفاجأه فقد سلم الى روما مفتاح هزيمته فبعد معركة كاناى حقق حنبعل اكثر مما يتخيله احد فقد هزم جيوش الرومان على ارض المعركه ثلاثة مرات وليست اى هذيمه بل كوارث تاريخيه لروما و الاسوأ للرومان انها جرت على اراضيها
فمنذ سنتين من وصول حنبعل الى ايطاليا قتل حوالى 100 الف من الرومان و حلفائها وقتل ثلث مجلس الحكم و كل عائله فى روما كانت تبكى على احد تعرفه او تسكن قرب شخص لم يعد موجودا و بمعايير اليوم فان حنبعل قد فاز ليس بالمعركه بل بالحرب و توقع من الرومان ان يعترفوا بالهزيمه لاكنهم لم يعترفوا بهزيمتهم بل صمدوا فمن المعروف عبر التاريخ ان احدا لا يفوز بالحرب الا اذا اقر الطرف الاخر بهزيمته و برفض روما الاستسلام خرجت عن هذه القاعده فقد كانت هذه الخسائر الفادحه التى تكبدتها روما كفيله لتجعل اى امه اخرى تعترف بهزيمتها و هذا ما ظن حنبعل انه سيحدث و كان هذا خطأه الاكبر ففى هذه المره لم يسطيع قرائة تفكير الرومان فكان هذا بالنسبه للرومان صراح حياه او موت هكذا كانوا يفكرون وهو نمط تفكير اختلف عن نمط تفكير حنبعل فبالنسبه للرومان كان يجب ان يكون هناك منتصر واحد اما ان تختفى روما عن الوجود او تختفى قرطاج
فقررت روما ان افضل طريقه لمحاربة حنبعل هى بعدم محاربته على الاطلاق لذا على مدى السنوات الاربع عشر التاليه تركوه يتسكع فى الريف الايطالى وحاول حنبعل ان يجزب الرومان الى المعركه و المواجهه لاكن دون جدوى و برفض الرومان الدخول فى اى معركه وجدوا نقطة ضعف حنبعل فقد كان جيشه من المرتزقه بحال جيد حينما كان يحارب و يفوز بالمعارك لاكن من دون معارك لم يعد المرتزقه الجدد مستعدين للانضمام الى جيشه و اصبح عنصر القوه فى جيشه يضعف مع مرور الاشهر و تقلص عدد جيش حنبعل فى العدد و النوعيه بينما كانت جيوش الرومان مستمره فى التحسن و بدأت افضلية حنبعل تقل تدريجيا
لكن اكبر ضربه عانه منها حنبعل كانت فى الخلل الذى اصاب فرسانه النخبه النوميديون قبل المعركه التى انهت الحرب بين روما و قرطاج تلك المعركه التى كان يقود فيها الرومان عدو حنبعل اللدود سكيبيو الافريقى
سكيبيو الافريقى :
قد واجه اسكيبيو و ابوه حنبعل منذ وصوله الى الاراضى الافريقيه فقد شهد معظم معارك الرومان مع حنبعل حتى انه كان حاضرا فى معركة كاناى و شاهد اكبر قوه جمعتها روما تقطع الى اشلاء لذا ادرك اسكيبيو ان خصمه حنبعل ليس عاديا على الاطلاق و بعت تلك الخبره الطويله مع حنبعل اصبح يعرف معرفه و ثيقه بتكتيكات و تطريقة تفكير حنبعل و قرر اسكيبيو ان الطريقه الوحيده لهزيمة حنبعل تكمن فى تغيير تلك التكتيكات
فحمل المعركه بعيدا عن الاراضى الايطاليه الى افريقيا وهدد قرطاج فيما كان حنبعل منشغلا فى روما
و هكذا استعد اسكيبيو مستعدا تماما لملاقات حنبعل فقد تعلم منه تكتيكاته و هو متشوق لمعرفة ما كان قادرا ام لا على هزيمته فهو يملك الموهبه و يملك الجيش ايضا
معركة زاما وسقوط حنبعل :
اسطف فى جيش حنبعل 80 فيل حرب مع مجموعه هائله من الفرسان و المشاه و اطلق حنبعل فيلته فى محاوله لزعزعة صفوف الرومان و لكنه فى هذه اللحظه اكتشف نقطة الضعف فى سلاح الرعب هذا فقد درب اسكيبيو الرومان على التعامل مع الفيله بطريقه فعاله فأمر جنوده بفتح ممرات عبر صفوف الرومان و مع اندفاع الفيله وصلت الى اخر صفوف الرومان و تجاوزته حيث استطاعوا قتلها او السيطره عليها او انها ربما استمرت فى الاندفاع بعيدا عن ارض المعركه لكن الاسوأ ان تلك الفيله اصبحت تشكل عبء على القرطاجيين حينما استدارت من جراء القاء الرماح عليها و اصبحت تهاجم القرطاجيين انفسهم و سببت اضطرابات فى صفوف القرطاجيين و تشتيتهم
ثم اعتمد اسكيبيو احد التكتيكات التى عرف بها حنبعل فقام فرسان الرومان بأبعاد فرسان قرطاج ثم عادوا لمهاجمة قوات حنبعل من الخلف
وتفوق التلميز على الاستاذ و انتصر اسكيبيو على حنبعل و مع هذا الانتصار انتهت الحرب البونيه الثانيه
ان التحول المثير للسخريه فى هذا فى قصة حنبعل هو رغم ان سعيه الكبير للتغلب على روما وفى الخطر الذى شكله ليصبح اكبر و افضل و اسوأ من اى وقت مضى اطلق حنبعل فى الواقع وحشا وهو روما المصممه على الدمار و التى لم تنسى او تسامح بسهوله ما كاد ان يفعله حنبعل بها
هرب حنبعل من زاما بعد هزيمته لكن روما لم يرتح لها بال مادام حنبعل على قيد الحياه
وفى النهايه و بعد 19 سنه فضل ان ينتحر على ان يقتل على يد الرومان
وبهذا ازيلت العقبه الاخيره امام النصر الرومانى الكامل
تدمير قرطاج :
بعد ذلك شنت روما حربا بونيه ثالثه و اخيره شنت روما هجوما على مدينة قرطاج ففى البدايه فرضوا حصارا على المدينه فى محاوله منهم لتجويع السكان ثم شنوا هجومهم صعودا متوجهين نحو الهضبه و اشعلوا النيران فى كل المبانى الطويله من حولهم لانهم ارادوا تدمير قرطاج و جعلها طى النسيان
وبذلك اصبحت روما مستعده لتكون هى القوى المتوسطية العظمى
فقد دام صراع حنبعل مع روما 17 سنه فى محاوله منه ان يكسب قرطاج التقدير و المجد لاكنه تسبب عن غير قصد فى تكوين قوه جديده امبراطوريه رومانيه عظمى و تدمير امبراطوريته العظيمه
ففى العاده يصور حنبعل على انه اسوأ كابوس لروما لاكنه فى الواقع اصبح عن غير قصد اسوأ كابوس لقرطاج فقد زرع بذور دمارها وقد اخاف الرومان الى درجة انه جعلها قوه لا ترحم ليس فقط فى تعاملهم مع قرطاج لاكن مع الامم الاخرى ايضا و بدأوا بالتوسع بسرعه مزهله بعد تغلبهم على حنبعل وحول طموحها من ان تكون قوه اقليميه كبيره الى ان تكون اول قوه امبرياليه حددت شكل العالم الذى نعيش فيه الان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق