الاسكندر الاكبر
مؤسس الامبراطوريه المقدونيه
![]() |
اقصى حدود لامبراطورية الاسكندر (الامبراطوريه المقدونيه)
نشأته : ولد الاسكندر فى مدينة ( بيلا ) شمال اليونان عام 356 ق.م وكان العصر الزهبى لليونان قد مضى منذ وقت طويل وكانت بلاد اليونان عباره عن مدن ضعيفه ممزقه و منقتسمه وكانت فريسه سهله ل (فيليب) ملك مقدونيا ووالد الاسكندر والذى استطاع توحيد بلاد اليونان
وكان فيليب المثل الاعلى للاسكندر وكان عسكريا بارعا مات وترك ورائه للاسكندر كنز كبير وهو واحد من ابرع الجيوش و اكثرها انضباط فى العالم القديم وقد تعلم الاسكندر المهارات العسكريه و فن القياده من والده .
وايضا كان لوالدته (اوليمبياس) تأثير كبير عليه فمنها ورث طبيعته الشغوفه وكانت امراه غامضه لدرجه كبيره و كانت تابعه لطائفة عبدة اله النجوم و يقال انها كانت ترقص فى تلك التقوس حتى يغمى عليها وكانت امراه شديدة الذكاء و داهيه سياسيه و كانت تعامل ابنها بتملق و حب شديد وكانت تحمى مصالحه وقد نشرت اشاعه انها حملت فى الاسكندر من الاله (زيوس) الذى جائها ليلا فى هيئة افعى و تلك القصه سيكون لها تأثير كبير على الاسكندر فيما بعد حيث سيبدا فى الاقتناع انه ابن اله كما سنرى .
وقد تعلم الاسكندر على يد معلمه (ارسطو) الفيلسوف الاغريقى الشهير و الذى تعلم على يديه الحكايات وعجائب الحضاره الاغريقيه ومنها ملحمتى هوميروس الاليازه و الاديسيه وقد اعجب بالبطل الاغريقى (اخيل) و الذى كان بطله المفضل كما تعلم على يدى ارسطو الادب و الفلسفه .
و ترك الاسكندر بلاده للدراسه على يدي ارسطو حتى بلغ السادسة عشر من العمر ليعود الى مقدونيا ليجد ان اباه قد تزوج من اخرى و انجب طفل يهدد عرشه مما اثار ضغينة الاسكندر و قد وقع الشجار بينه و بين والده وانتهى الامر بنفى الاسكندر.
لاكن فى النهايه تصالح الاثنان وعاد الاسكندر ليصبح وريث العرش وفى صيف عام 336 ق.م فى احد التجمعات قتل الملك فيليب و قتل القاتل قبل ان يكشف التعزيب ما اذى كان له شركاء فى المؤامره وبذلك توج الاسكندر ملك مقدونيا و اليونان واذا نظرنا فى حادثة اغتيال فيليب سنجد المستفيد الاكبر من ذلك هو الاسكندر نفسه وربما كانت زوجته اوليمبياس لها يد بالمؤامره بسبب تفضيله عليها امراه اصغر منها سنا و المهم ان الاسكندر اعلن ملك فى النهايه وهو فى سن العشرين .
حياته و فتوحاته :
حينما تولى الاسكندر العرش وجد جيش عظيم و تمرد واسع استغرق الامر عام حتى يخمد الثورات الداخليه ويثبت اقدامه فى البلاد وكان هدفه بعد ذلك اكمال امجاد والده و اتمام حلمه و كانت عيناه متجهه نحو بلاد فارس واحده من اقوى و اعتى امبراطوريات الارض و حاكمها كان الملك ( درايوس الثالث) امبراطور الفرس .
فى عام 334 ق.م انطلق الاسكندر بجيشه فى حمله دامت احدى عشرة سنه و غيرت خريطة العالم القديم الى الابد.
انطلق من مدينة هيليسبون باليونان و اتجه اولا الى اسوار طرواده المنهاره وزار قبر بطل صباه اخيل تكريما له وكان يعتقد انه احد اجداده من ناحية والدته .
تقدم الجيش الى مدينة (اسيوس) الواقعه فى تركيا حاليا ودخل فى معركه عنيفه مع جيوش درايوس لاكن سرعان ما انهارت ميسرة الجيش الفارسى و انتصر الاسكندر فى تلك الموقعه وكاد ان يقتل درايوس لاكنه استطاع الفرار .
كان الاسكندر يفهم اهمية الدعايه كما هو الحال فى عصرنا الحالى لذلك اسطحب معه فى تلك الحمله الكاتب (كليستيمس) مبتدع اسطورة الاسكندر.
بعد معركة اسيس اتجه الى سواحل لبنان و استسلمت معظم المدن امامه الى ان وصل مدينة (صور) التى قاومته وكان ذلك اطول و اقصى حصار فى حملته حيث حاصرها سبعة اشهر لاكنه دخل المدينه فى النهايه و عاقب اعلها بقتل سبعة الاف رجل و استعباد ثلاثون الف و صلب الفى جندى من صور و يظهر .
بعد ذلك اتجه الى مدينة (غزه) وقاوم اهلها بشده وتحداه حاكم غزه (اتس) الى النهايه وكان مصير المدينه ان قتل معظم رجال المدينه و امر بربط حاكمها وجره حول اسوار المدينه حتى فارق الحياه و كان ذلك تجسيد واضح لوحشية الاسكندر لاكن تلك الوحشيه افادته فى النهايه .
ومكلل بالانتصارات اتجه لمصر وبعد سنتين من الحروب اتجه الى مدينة (منفيس) واستقبله اهل مصر بترحيب و استسلموا دون قتال حيث كانوا يعتقدون بأنه ابن الاله امون رع وكانوا ينظرون اليه على انه مخلصهم من طغيان الحكم الفارسى وكان دخول الاسكندر لمصر فارق فى حياته فكان المصريون ينظرون الى فراعنتهم على انهم الهه و قد اعطاهم الاسكندر الحريه الدينيه و الثقافيه مقابل اطلاق لقب فرعون مصر عليه وهنا بدأ الاسكندر يصدق حقا انه اله فهو فى مكان يعامله المصريون فيه كاله وايضا لا ننس تأثير قصة والدته عليه من انها حملت فيه من الاله زيوس وليتيقن من ذلك زار الاسكندر معبد النبؤات فى واحة سيوه عام 331 ق.م ودخل المعبد ليقابل الكاهن الاكبر وحده وحينما خرج طلب منه رجاله ان يخبرهم ماذا قال له الكاهن المصرى فرفض القول وعندما قالوا له انهم سمعوا الكاهن يناديه بأبن امون رع (زيوس) قال حسنا انشروا تلك القصه اذا اردتم فنشروها .
اثناء وجود الاسكندر فى مصر جمع درايوس جيش جديد لمواجهة الاسكندر وفى اكتوبر عام 331 ق.م دارت معركه حاسمه فى (جوجميلا) شمال بغداد حاليا وكانت جيوش الفرس تبلغ ثبلغ ثلاثة اضعاف جيش الاسكندر وقد حاصر درايوس رجال الاسكندر حتى لمح الاسكندر صغره فى صفوف الجيش الفارسى واستطاع اختراق صفوف الفرس و مهاجمة الملك درايوس لاكنه فر من جديد .
ومن احد مميزات اسلوب الاسكندر انه كان يستخدم طريقة المطرقه و السندان بالمشاه و الخياله لارباك صفوف العدو والتطويق عليه من الامام و من الخلف .
وبعد ذلك بقليل قتل الملك درايوس على يد احد رجاله مما سبب اضطرابات فى الامبراطوريه الفارسيه و استطاع الاسكندر الاستيلاء على المدينه تلو الاخرى حتى توج ملك على اسيا بعد ثلاثة اعوام من تركه لطرواده .
وفى عام 329 ق.م اتجه الى افغانستان لقهر الحافه الشرقيه االمبراطزريه الفارسيه و اخضع مدنها ومنها مدينة كابو ثم اتجه الاسكندر عبر جبال هندوكوش المرعبه و الصعبه .
و لزيادة عدد جنوده جند جنود فارسيين و قد اثار ذلك الضغينه فى نفوس اليونانيين .
وعندما وصل الجيش الى مدينة (سمرقند) اقام مادوبه هناك ومع تزايد انغماس الاسكندر فى الشرب فى تلك الليله يبدأ بالتفاخر بأمجاده وان امجاده فاقت امجاد والده فيليب وهذا الكلام لا يعجب (كلايتوس) صديقه و الذى خدم مع والده فيليب كما انه انقذ حياة الاسكندر فى المعركه , ويثور كلايتوس فى وجه الاسكندر قائلا له ((تدين بكل مجدك لابيك )) لاكن هذا الكلام لا يعجب الاسكندر و يثير غضبه فيلتقت رمح و يقتل كلايتوس صديقه ثم ينهار باكيا و تلك الحادثه تدل على عقدة الاسكندر الداخليه انه افضل من والده .
وقد اصبح الاسكندر فى تلك المرحله ضحية لامجاده حيث اصبح موقن بأنه ليس كبقية البشر او ربما كان اله وكان معتاد انيلقى على رجاله قبله فى الهواء ليردوها له ليثبت انهم جميعا متساوون اجتماعيا لاكن الاسكندر كان يأمرهم بالانحناء امامه كما يفعل معه الشرقيون لاكن الكثير من جنوده استائوا من ذلك ومنهم كلاستيمس كاتبه و مبتدع اسطورته وكان عقابه ان عزبه ثم قتله .
وفى السنه الثامنه من حملته اصبح ملك لامبراطوريه مترامية الاطراف تضم مصر و بلاد فارس و اليونان و ولايات اسيا الوسطى لاكنه لم يكتفى بذلك و اتجه شرقا نحو اطراف العالم المعروف انذاك الى بلاد الهند وكان يحيط بتلك البلاد الغموض الشديد .
وهناك يصتدم مع راجا وهو مصمم على تحدى الاسكندر وقتاله و جمع الراجا جيش من خمسون الف هندى وتسلحوا بسلاح جديد وهو الفيله وكانت الفيله بمثابة دبابات العالم القديم .
ادرك الاسكندر انه لا يستطيع مواجهة تلك القوه الجباره مواجهه مباشره لذلك لجأ الى الخداع حيث تظاهر بعبور النهر لاكن فى الحقيقه كان هدفه نقطه اخرى ففاجأ الجيش الهندى و استخدم الاسكندر الرماح الطويله لجعل الفيله تتألم فهاجت الفيله من الالم و الخوف فسحقت اليونانيين و الهنود معا وبعد معركه عنيفه هزم الجيش الهندى و استسلم الراجا ولاكن الاسكندر قد انبهر بشجاعة الراجا و اعاد له ممتلكاته .
لاكن رغم تلك الانتصارات المبهره يرفض جنود الاسكندر التقدم اكثر من ذلك ولم يكن للاسكندر خيار سوى العوده ادراجه وقد سلك فى طريق عودته طريق شاقه عبر صحراء قاحله من اكثر المناطق جفافا على وجه الارض ويظل السبب وراء سلوك الاسكندر لتلك الطريق لغز , ربما كان السبب كنوع من العقاب لجنوده الذين تمردوا ولا يريدون ان يساعدوه فى تحقيق حلمه .
وقد مات الالاف من جنود الاسكندر تحت وطأة الشمس و الجفاف ولم ينجو من جنوده سوى الثلث فقط وكانت تلك اسوأ كارثه حلت بجيش الاسكندر ولاكن بالرغم من ذلك استطاعوا عبور تلك الصحراء .
وحينما يبلغ مدينة (سوس) الفارسيه يأمر جنوده اليونانيين بالتزوج من زيجات فارسيات حتى هو نفسه تزوج بثلاث زيجات فارسيات لان فكرة دمج الشرق بالغرب كانت احد اهدافه .
وفاة الاسكندر :
يسير الاسكندر الى مقر امبراطوريته الجديده مدينة (بابل) وفى ليله حاره وبعد الاسراف فى الشرب يقع الاسكندر صريع المرض و ينتهى الامر بوفاته وهو فى الثانيه و الثلاثين من العمر .
لا يعرف احد حتى الان السبب الحقيقى لوفاة الاسكندر فالبعض يقول انه بسبب السم واخرون يقولون انه بسبب مرض ربما كان الملاريا وايا يكن سبب وفاته فقد عاش حياه مبكره و ترك ورائه ذكرى خالده .
ضريح الاسكندر :
بعد موته اخذ جسته موكب جنائزى ضخم كان متجه الى مقدونيا لاكن احد قواد الاسكندر اعترض طريق هذا الموكب و اتجه به الى مصر ليدفن على الطريقه الفرعونيه وقد اتجه برفاة الاسكندر الى مدينة الاسكندريه ليدفن هناك .
وقد زار يوليوس قيصر الامبراطور الرومانى ضريح الاسكندر تكريما له ووضع الامبراطور اغسطس تاج ذهبى على قبره .
وقدفقد الضريح فى القرن الرابع الميلادى لاسباب غير معروفه واصبح ضريح الاسكندر فى الوقت الحاضر احد اكبر اسرار علم الاثار.
شخصية الاسكندر :
كانت شخصيته غامضه و مثيره للاعجاب فقد كان سياسى و قائد بارع و عقله داهيه سياسيه وكان الاسكندر شاب طموح اراد التفوق على امجاد والده و كانت جميع مظاهر الوحشيه تتجسدت فى الاسكندر حينما يقف احد فى وجهه ولاكنه كان متسامح وطيب مع كل من يعاونهتملكته فكرة انه ليس ببشر عادى او ربما يكون اله و كذلك طاردته عقدة التفوق على امجاد والده وكانت بعض اهدافه نبيله حيث انه اراد دمج ثقافات الشرق بالغرب لاكنه كان يقاتل ايضا لاجل مجده .
و فى النتهايه نقول ان الاسكندر كان من اعظم القواد فى العالم القديم ان لم يكن الاعظم , وقد سجلت كتب التاريخ سيرته بأحرف من نور كفاتح عظيمحيث مات مبته مبكره وترك من ورائه ارث عظيم و ذكرى خالده ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق